بماذا يتعلق الأمر؟

1. القراءة والكتابة كفايتان مستعرضتان وعابرتان لكل المنهاج، وعلاوة على ذلك فإنهما مفيدتان في كل المواد الدراسية، ولازمتان خصوصا في المواد ذات المضامين العلمية.

2. تدريس وممارسة القراءة والكتابة يجب أن يكونا حاضرين في مختلف المواد الدراسية وليس في المواد المسماة باللغوية فحسب.

3. تدريس كفاءات القراءة والكتابة لا يجب حصره في مهام واهتمامات مدرسي اللغات.

4. المواد المضامينية (علوم، تكنولوجية...الخ) لا يمكن تطويرها لدى المتعلم دون تدعيمها بالقراءة والكتابة حول هذه المضامين.

لماذا القراءة والكتابة عبر المنهاج؟

• كفاءات ضرورية للتحصيل العلمي:

القراءة والكتابة وسيلتان أساسيتان لأي تحصيل مدرسي، بما في ذلك تنمية الكفاءات العلمية البحتة أو الاجتماعية؛ فغالبا ما تكون الحصيلة السلبية للتلاميذ في الرياضيات أو في العلوم (البحتة أو الاجتماعية) مرتبطة أو ناتجة عن فهم خاطئ للمسائل المطروحة (قراءة سيئة) أو صياغة خاطئة للأجوبة (تعبير كتابي دون المستوى). ثم إن التعليم الجيد للمضامين العلمية لا يتم فقط عن طريق تعرف هذه المضامين من خلال الدروس المقدمة شفهيا للتلاميذ؛ بل إن هذا التعلم يتطلب المعالجة الذهنية لتلك المضامين وتطبيقها في مواقف وأنشطة مختلفة ذات الصلة، منها القراءة والكتابة، مما يحقق تثبيت المحتوى العلمي المستهدف والتمكن منه.

• تدعيم متبادل:

إن كفاءات القراءة والكتابة من جهة، والتعلمات العلمية من جهة أخرى، تتساند فيما بينها: فالأنشطة القرائية والكتابية حول المضامين العلمية تساعد على تثبيت تلك المضامين والتمكن منها، كما أن هذه الأنشطة تنمي لدى المتعلم مهارات القراءة بوصفها كفايات عامة وممارسات توظف للتحصيل في مختلف المواد.

• الدلالة:

يحصل التقدم في القراءة والتعبير الكتابي بشكل أنجع حين يعالجان مضمونا محددا (معلومات دقيقة، كالتي نجدها في النصوص العلمية)، وكذا حين يقدم النص المراد قراءته أو التعبير من خلاله محتويات معرفية (أفكار، مفاهيم، الخ).  ولا يمكن ترسيخ القراءة والكتابة وتطويرهما بواسطة تمارين شكلية بدون محتويات، أو عن طريق إعادة إنتاج أشكال لغوية ضعيفة من حيث حمولتها الدلالية (المعاني)، وهذه هي التبريرات الأساسية التي انبنت عليها مثلا المقاربات الجديدة لتدريس اللغات " تدريس اللغات المبني على المضامين" (Enseignement des langues basé sur les contenus).