يا مدير التربيّة [حِلْ عنّا] ولك أجرُ من اجتهد ولم يصبْ.
مرّت عليّ سنون تزيد عن الثلاثين (30 سنة) في مهنة التربية والتعليم ... لم أعش دخولا مدرسيا استثنائيا وكارثيا مثل هذه السّنة الدراسية 2015 / 2016.
فالعطلة الصيفية انتهت بتاريخ 29 أوت 2015، غير أنه في ولاية عنابة مُدّد للعطلة، وغدا كلّ شيء معطّل فيها... لنهاية الأسبوع الأوّل من الدخول المدرسي لتلاميذنا، ومعي إحصاء ما يزيد عن 194 منصبا شاغرا في اللغة العربيّة، لمرحلة التعليم الابتدائي، أغلبها في مدارس مدينة عنابة، أيْ نعم مدينة عنابة! شيء لا يصدّق. وإلى غاية كتابة هذا المقال، لا يزال يوجد شغور، بمدينة عنابة، وبمدارس هي جواهر مدينة عنابة، ومنها التي أشرف عليها شخصيا.
هل حقيقة قامت مديرية التربية لولاية عنابة بتدبير شأن الدخول المدرسي، وأعدّت العدّة لذلك؟ أين هي جلسة العمل لافتتاح السنة الدراسية الجديدة ونحن في اليوم 21 منذ الدخول المدرسي الجديد؟ أليس هذا قمّة الاستهتار بإطارت التربية للولاية. هل قطاع التربية يعيش عافية وصحة حتى يُحجر عن هذا اللقاء العملي؟ ألا يحتاج منّا الهوان الذي أصاب قطاع التربيّة بالولاية أن نتواصل مرارا وتكرارا، ووضع اليد على اليد لترميم العطب والفساد الذي أصاب قطاع ولايتنا؟ مصالح شاغرة عن رؤسائها، تُسيّر بالنيابة، ويرفض مدير التربية أن يعيّن عليها طاقات جديدة، على الرّغم من وجود طلبات عديدة لبعض إطارات التربية ببريده الخاص.
المدير الفاشل عربةٌ مّعطّلة تتقدّم قافلةً من العربات تصطفّ وراءها ومحرّكاتها تدور وتحرق الموارد والزمن والأعصاب دون نتيجة...
فيا أهل الحلّ والعقد بوزارة التربية الوطنية، إننا نستغيث بكم، أغيثونا. ولاية عنابة ليست أهلا لهذه الوضعية المزرية، ولا تستحق هذا العذاب والهوان،
إذا كان مدير التربية يُنعَتُ بالرّجل [العاقل] و [المتديّن]، أقول طيبتُه وتديّنه لنفسه. نريد مديرا يقوم بمسؤولياته ومهامه، ولسنا بحاجة لمدير إمام [كلكم راع، وكلّ راع مسؤول عن رعيّته]، ومن يهمل ذلك فهو وفق منطوق الشرع [آثم]، ووفق منطوق التشريع مهمل للواجب، وفي الحالتين هو مُدان.
السيّد مدير التربية
كنتُ قد قابلتُك مرّات وقدّمتُ لك النصيحة، كما يمليها عليّ ضميري، لكنك مارستَ عليّ سياسة [استمع لهم وخالفهم الرّاي] وأنا أجدّد لك نصيحة ثمينة، لا أعيدها ثانية: " حِل عنّا" اتركنا و شأننا، ولك أجرُ من اجتهد ولم يُصبْ.