top of page

وهذه الكفاءات، التي تتم تنميتها بطريقة تصاعدية، كُمتن بطريقة مرضية وباستقلالية إرساء دائما للمكتسبات وبناء كفاءات جديدة و/ أو كفاءات تنتمي إلى مستوى أعلى، كما تمكن من التصرف بطريقة ملائمة في وضعيات من حياة المتعلم.

أما كفاءات الإتقان فهي كفاءات ترتبط بفئة من الوضعيات أكثر تركيبا، لكن المتعلم لا يطالب بالتحكم فيها بطريقة مطلقة في مستوى دراسي معين. إن التحكم في هذه الكفاءات، التي تنتمي إلى المستوى الإجرائي، يشكل مصدرا لكفاءات عملية ولاستراتيجيات تؤدي إلى إتقان أكبر وطبعا إلى تخصصات محتملة.

 

2.2.1  - الكفاءات المستعرضة

 

رغم أن الكفاءات المستعرضة هي في خدمة المواد والمجالات، فإنها تنتمي إلى ميادين تتعدى حدودها السياق المدرسي أو الجامعي. كلما تطلب الأمر تعبئة موارد تتعلق بعدة مواد أو مجالات، فإننا نوجد لا محالة أمام كفاءات مستعرضة. ورغم أهمية ومكانة الكفاءات المستعرضة، فإن خاصيتها المتعددة الأبعاد تعرقل مهمة المربين والهيآت التي تعمل جاهدة على تقويم التحكم فيها بطريقة منتظمة.

في ما يخص تصنيف الكفاءات المستعرضة، يتفق المنظرون على أربعة أنواع، تنتمي إلى الميادين التالية:

أ – الميدان الفردي 

ب - الميدان الاجتماعي

ج - ميدان الأنشطة الذهنية 

د - ميدان الخطوات المنهجية

 

ستكون محلّ شرح وتحليل في الجزء السادس من هذا الدليل.

 

2.1 - تصنيف الكفاءات

يشهد عصرنا الحاضر غزارة في الكتابة في موضوع الكفايات وفي تصنيفها، وتزخر الكتب والمجلات باصطلاحات وبتفريعات لإفادة الباحث لكن، بتوسلها ببراعة الأسلوب وزخارفه، تفضي إلى تضليل القراء غير المحترسين وجعلهم في حيرة.

بصفة عامة، يمكن تصنيف الكفاءات، من جهة، حسب الملمح المرغوب فيه، أو بعبارة أخرى، حسب مواصفات التخرج المنتظرة كما سنرى لاحقا في هذا الدليل، ومن جهة أخرى، حسب التخطيط لتنمية الكفاءات (كفاءات مرحلية وكفاءات نهائية). وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذين النوعين من التصنيف متوافقان ومتكاملان. وفي هذا الدليل، نكتفي باقتراح تصنيف حسب الملمح. أما التصنيف حسب التخطيط، فسيفصل بدقة في إطار دليل خاص بالإطار المنهجي من أجل أجرأة المقاربة بالكفاءات.

من أجل أن تتضح الرؤية المتعلقة بالتصنيف حسب الملمح المرغوب فيه، يبدو أنه من المفيد الاتفاق على مفهوم «الملمح ».

يُراد بمصطلح «الملمح » مجموعة من الصفات أو المواصفات التي نتأكد من وجودها في المنتوج المنتظر من المتعلم - سواء كان طفلا أو راشدا- عند نهاية سنة أو مرحلة تعليمية أو جامعي أو تكوين مهني. وتستند الجهات المعهود إليها باتخاذ القرار في شؤون التربية والتكوين إلى هذه الصفات أو المعايير من أجل صياغة أو إعادة صياغة البرامج والمنهجيات.

قد يكون الملمح عاما أو خاصا بميدان معين، وقد يتعلق بمادة أو بمجموعة من المواد أو بمجال بكامله

من الواجب أن يكون الملمح محددا بوضوح وبدقة، لأنه يوجه أو يضع إطارا لنظام التقويم التكويني والإشهادي بكامله. لا يمكن للملمح أن يترك مجالا للالتباس أو أن يُحمل على التأويل، لأن هذا يؤثر على مصداقية المنظومة التربوية.

حسب الملمح، أو المواصفات المنتظر ملاحظتها لدى المتعلم عند نهاية عملية تربوية تكوينية، يمكن العمل على تنمية نوعين من الكفاءات:

       - الكفاءات المتعلقة بمادة دراسية معينة،

       - والكفاءات المستعرضة.

يجب التذكير هنا بأن هذين الصنفين من الكفاءات ليسا متنافرين، بل لهما أدوار متكاملة في المناهج وكلاهما يكتسي أهمية. لكن، رغم أن عددا كبيرا من الحكومات تسند أنظمتها التربوية مهمة تنمية هذين النوعين من الكفاءات، فإن الكفاءات المتعلقة بمواد معينة تحظى باهتمام أكبر لأسباب نفعية، لأن هذه الكفايات هي التي تخضع أساسا للتقويم على أرض الواقع.

 

1.2.1 - الكفاءات المتعلقة بالمواد

 

قد تطرح عبارة «الكفاءة المتعلقة بالمواد» بعض الالتباس فيتبادر إلى الأذهان أن الكفاءة تخضع للحواجز التقليدية الفاصلة بين المواد. لكن هذه العبارة ليست إلا صيغة للتعبير عن «كفاءة مرتبطة بمادة ما أو بمجال معين» ولا تنفي إعادة تقسيم المواد و/ أو إعادة تنظيمها على شكل مجالات.​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​

يمكن تصنيف الكفاءات المتعلقة بالمواد أو المجالات إلى صنفين: كفاءات أساس وكفاءات إتقان.

يقصد بالأولى الكفاءات الرئيسة والضرورية، التي تستوجب من المتعلم أن يتحكم فيها إن أراد الارتقاء في تعليمه المدرسي والجامعي​​​​​​​​​​

دليـــــــــل المقاربـــــــة بالكفـــــــاءات ـ  الجزء 5 ـ

دليل المقاربة بالكفاءات     ـ الجزء ـ 4 ـ

دليل المقاربة بالكفاءات     ـ الجزء ـ 5 ـ

يقدم هذا الدليل إطارا نظريا يمهد لأجرأة فعالة للمقاربة بالكفاءات في المنظومة التربوية الجزائريّة، وذلك في مجالي العملية التعليمية-التعلمية وتكوين الفاعلين التربويين.

ومن خلال عرض هذا الإطار النظري، يبين للمتدخلين التربويين بالجزائر كيف أضحت المقاربة بالكفاءات توجها بيداغوجيا تعتمد عليه الإصلاحات التربوية في عدد كبير من الدول. كما أن تحديد الإطار التصوري لهذه المقاربة يُراد منه، في الوقت نفسه، توضيح المفاهيم الأساس وتوحيد الممارسات التربوية، وذلك بغية الإسهام في تحسين جودة خدمات النظام التربوي.

المقاربة بالكفاءات : المفاهيم الأساسيّة

© 2013_ Plateforme de formation cotinue _ منصّة التكوين المستمر . Proudly created with Wix.com

bottom of page